ما هي أبرز عيوب الدراسة في تركيا وكيف تتغلب عليها

تركيا، هذا البلد الذي شهد تحولًا كبيرًا خلال العقدين الماضيين، حققت تركيا نجاحًا استثنائيًا في مجموعة متنوعة من القطاعات، وأصبحت واحدة من الوجهات الأكثر جذبًا للطلاب الدوليين الذين يسعون للدراسة والتعلم في بيئة متميزة ومثيرة.

تركيا تُعَدُّ الجسر بين الشرق والغرب، حيث يجتمع التقليد والحداثة في مكان واحد. إلا أن، كما هو الحال في أي دولة أخرى، توجد عيوب يجب مراعاتها عند النظر في دراسة في تركيا.

هذا المقال سيتناول بعضًا من هذه العيوب وسيقدم توجيهات حول كيفية التغلب عليها بنجاح، بحيث يمكن للطلاب الاستمتاع بتجربتهم الدراسية بالكامل في هذا البلد الرائع.

 في الواقع، من الطبيعي أن تواجه تحديات عند الانتقال إلى بيئة جديدة، سواءً كانت ثقافية أو لغوية أو اقتصادية. هذه التحديات تمثل فرصة لتعلم المزيد عن العالم وتوسيع آفاقك.

لهذا يجب أن تكون مستعدًا نفسيًا لمواجهة بعض الاختلافات والعيوب التي قد تظهر في البداية. إنها جزء حتمي من تجربة العيش والدراسة في بيئة جديدة ومختلفة تمامًا عن بلدك الأصلي.

على الرغم من أن هذه الاختلافات قد تبدو كعقبات في البداية، إلا أنها في الواقع تمثل فرصًا للنمو والتطور الشخصي.

على سبيل المثال، عندما تجد صعوبة في التفاعل باللغة المحلية، فإن هذا يمكن أن يحفزك على تعلم لغة جديدة واكتساب مهارة قيمة. وعندما تتعامل مع اختلافات العادات والتقاليد، يمكنك أن تنمي فهمًا أعمق للثقافات المختلفة وتكتسب قدرة أكبر على التعايش والتفاهم.

يواجه الطلاب الدوليين الراغبين في الدراسة في تركيا العديد من العقبات. أبرز هذه العقبات هي شروط القبول والعدد المحدود للمقاعد المتاحة للطلاب الدوليين في الجامعات التركية الحكومية. بالإضافة إلى ذلك،فإن اللغة التركية هي اللغة الرسمية للدراسة في الجامعات التركية الحكومية، مما يجعلها تحدًيا إضافيًا للطلاب الأجانب.

بالنسبة للراغبين في الحصول على المنحة التركية، هناك متطلبات صارمة تتضمن معدلات دراسية مرتفعة وحد أقصى للسن للتقديم.

أما بالنسبة للراغبين في الدراسة في الجامعات التركية الحكومية على نفقتهم الخاصة، فيتعين على الطلاب الدوليين اجتياز اختبار القبول التركي (اليوس)، ويتم اختيار الطلاب المقبولين استنادًا إلى جودة ملفهم الأكاديمي والإنجازات التي حققوها, وهذا يتضمن المعدلات الدراسية العالية والجوائز المحققة خلال مسيرتهم الدراسية.

على النقيض الجامعات التركية الحكومية، فإن التقديم للجامعات التركية الخاصة أكثر سهولة ويتطلب إجراءات أقل تعقيدًا. يمكن للطلاب الدوليين التقديم بشكل أسهل وأبسط دون الحاجة إلى اجتياز اختبارات قبول خاصة. يكفي تقديم شهادة الثانوية وشهادة إتقان اللغة وفقًا للغة التخصص المرغوب فيه.

للدراسة في مجموعة متنوعة من التخصصات مثل الهندسة، الإدارة، الأدب، والفنون، يجب أن يكون معدل الثانوية للطالب لا يقل عن نسبة معينة (50%-60%). وبالنسبة للتخصصات الطبية، يجب أن يكون المعدل الدراسي للثانوية على الأقل 70%.

توفر الجامعات التركية الخاصة أيضًا للطلاب خيارات دراسة باللغة الإنجليزية أو التركية. إذا لم يتوفر لديهم شهادة إتقان اللغة المطلوبة، يمكنهم خضوع اختبار اللغة أو حتى حضور السنة التحضيرية لتعلم اللغة، والتي تُقدمها الجامعات التركية لمساعدة الطلاب على تطوير مهاراتهم اللغوية.

إذا قررت الانتقال للدراسة في تركيا دون معرفة بعض العبارات والمصطلحات التركية الأساسية، فإنك ستواجه تحديات في التواصل والتكيف مع البيئة المحلية.

اللغة التركية تعتبر عائقًا كبيرًا للطلاب الدوليين، حيث يتميز الأتراك بفخرهم بلغتهم ونادرًا ما يلجأون إلى استخدام الإنجليزية في حياتهم اليومية. حتى إذا كنت تعتزم الدراسة باللغة الإنجليزية في الجامعات التركية الخاصة، فإن تعلم بعض الكلمات والعبارات التركية يمكن أن يفيدك في بناء علاقات وتجربة دراستك في تركيا.

اللغة التركية تُعد واحدة من اللغات السهلة للتعلم، نظرًا لاحتوائها على العديد من الكلمات المشتقة من اللغة العربية.

يمكنك بدء رحلة تعلم اللغة التركية عن طريق التواصل مع زملائك الأتراك وإبلاغهم برغبتك في تعلم اللغة التركية وممارسة مهارات الاستماع والتحدث معهم.

يمكنك أيضًا الانضمام إلى برنامج مدرسة تحضيرية لتعلم اللغة التركية قبل بدء دراستك الجامعية، وهذا سيكون مفيدًا لتطوير مهاراتك بسرعة. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك الاستفادة من الموارد التعليمية المتاحة عبر الإنترنت أو حضور دورات تعليمية خاصة باللغة التركية.

إن هذه المشاعر طبيعية ويمكن أن يكون تحديًا في البداية. ومع ذلك، يمكنك التغلب على هذا الحنين من خلال بناء شبكة اجتماعية وصداقات جديدة محلية والمشاركة في الأنشطة الثقافية والاجتماعية في جامعتك.

يمكنك أيضًا تجربة الاندماج في الحياة الثقافية التركية واستكشاف العديد من العادات والتقاليد المشتركة بينها وبين الثقافة العربية، مما يمنحك شعورًا بالتمازج والانتماء إلى محيطك الجديد.

إجراءات الحصول على فيزا وإقامة الطالب تمثل جزءًا حاسمًا من خطوات الدراسة في الخارج.

يتعين على الطلاب القيام بتلك الإجراءات بعناية وتأني لضمان نجاح رحلتهم الدراسية.

أولاً وقبل كل شيء، يجب على الطالب التقديم للقبول في الجامعة المعنية والحصول على خطاب الموافقة منها.

بعد ذلك، يأتي دور التقديم للفيزا والإقامة. 

خطوات التقديم على الفيزا

تقديم الوثائق للحصول على فيزا الطالب

• استمارة الطلب المكملة.
• صور شخصية.
• جواز السفر.
• خطاب الموافقة من الجامعة.
• إثبات الموارد المالية لتغطية تكاليف الدراسة والمعيشة في تركيا.

إجراءات تصريح الإقامة بعد الوصول إلى تركيا

• زيارة مكتب الأجانب أو السلطات المختصة.
• تقديم الوثائق المطلوبة.
• دفع الرسوم المتعلقة بالإقامة.
• الحصول على تأمين صحي.
• إثبات محل الإقامة، سواء في سكن جامعي أو شقة خاصة.

تجديد تصريح الإقامة:

• يتعين على الطلاب تجديد تصريح الإقامة سنويًا طوال فترة دراستهم.

خدمات دعم المكاتب الجامعية:

• المكاتب الجامعية تقدم خدمات دعم للطلاب المستجدين.
• المساعدة في إجراءات الفيزا والإقامة لتسهيلها وتبسيطها.

الازدحام هو عامل يلعب دورًا كبيرًا في تجربة الحياة اليومية في المدن الكبرى في تركيا.

يمكن أن يكون الازدحام مرهقًا ويؤدي إلى إضاعة الوقت، خاصةً إذا كنت تقوم بالقيادة الخاصة بك. لهذا السبب، يُعتبر استخدام وسائل النقل العامة مثل المترو والمتروبوس وسيلة ممتازة للتنقل في المدينة بسهولة وبأقل جهد ووقت.

يتميز النظام العام للمواصلات في تركيا بسرعته وتكلفته المنخفضة، وهناك عروض خاصة للطلاب تجعلها خيارًا ميسرًا أكثر. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك تجنب مشكلات الازدحام عن طريق العيش في السكن الجامعي أو العثور على سكن قريب من الجامعة، مما يسهم في تيسير حضورك إلى الجامعة في الأوقات المحددة وتقليل الإجهاد المرتبط بالازدحام.

مثل العديد من البلدان، تواجه تركيا أحيانًا مشكلة العنصرية والتمييز بناءً على العرق أو الأصل القومي أو الدين.

يمكن أن تتجلى هذه المشكلة في مجموعة متنوعة من السياقات، بما في ذلك في الحياة اليومية، في مكان العمل، أو حتى في التعامل مع الجهات الرسمية.

نادرا ما يواجه الطلاب مشاكل مثل هذه و لكن لحماية نفسك والتغلب على مشكلة العنصرية في حال واجهتك يمكن أن تكون الخطوات التالية مفيدة:

التعلم

قم بفهم قوانين العمل والمجتمع في تركيا، واطلع على حقوقك وواجباتك. هذا سيمكنك من الدفاع عن نفسك بفعالية إذا ما تعرضت للتمييز.

البحث عن دعم

ابحث عن منظمات أو مجتمعات تدعم ضحايا التمييز العنصري في تركيا. قد تقدم هذه المنظمات المشورة والدعم القانوني في حال واجهت أي تمييز.

التواصل

حاول التواصل بشكل مفتوح مع الأشخاص من مختلف الخلفيات والثقافات. التفاهم المتبادل والحوار قد يقللان من حدوث التمييز ويساعدان في بناء جسور تواصل.

الإبلاغ عن التمييز

إذا تعرضت لحالة تمييز عنصري، يجب عليك الابلاغ عنها إلى السلطات المعنية أو المنظمات المختصة. سيتم التعامل مع هذه الحالات بشكل جدي.

الصمود والتحدي

لا تستسلم للتمييز أو تفقد الأمل. استمر في الدفاع عن حقوقك وتذكر أنك ليس لديك ماضٍ ذو أهمية في معاملاتك مع الآخرين.

العنصرية هي مشكلة عالمية، ولكن من خلال التوعية والتحدث علنًا حولها والعمل على التغيير، يمكن للأفراد والمجتمعات المساهمة في القضاء تدريجيًا على هذه الظاهرة الضارة.

 

في الختام، على الرغم من وجود بعض العيوب والتحديات في الدراسة في تركيا، إلا أنه يمكن تجاوزها بنجاح بالتفاني والتخطيط الجيد.

الطلاب الذين يتعاملون مع تلك العيوب بشكل إيجابي ويستثمرون في تطوير مهاراتهم الأكاديمية والشخصية سيجدون أن تركيا تقدم لهم فرصًا مميزة للتعليم العالي والنجاح المهني.

إذا كنت تدرس في تركيا أو تنوي الالتحاق بجامعة هناك، فلا تنسى أن تضع خطة دراسية جيدة وتحدد أهدافك الشخصية والأكاديمية بعناية. اسعَ إلى التواصل مع مدرسيك وزملائك، واستفد من المصادر الإضافية، وتعلم كيف تدير وقتك بشكل فعال. كما يجب أن تكون على استعداد للبحث عن المساعدة عند الحاجة والتكيف مع بيئة دراستك.

الدراسة في تركيا توفر فرصًا كبيرة لاكتساب المعرفة والخبرة، وتوسيع آفاقك الشخصية والمهنية. إذا كنت مستعدًا للعمل الجاد والتغلب على التحديات، فإن تركيا ستكون وجهتك المثالية للتعليم العالي وبناء مستقبل واعد.

 

لمزيد من المعلومات عن الدراسة في تركيا، أو لاستفساراتكم المباشرة، يرجى التواصل معنا عبر الواتساب على الرقم: 00905373133385